دليل أطباء طرطوس

الجمعة، 7 مايو 2021

سوء التقدير

 

سوء التقدير



 

كان هناك سائق سيارة للأجرة يعمل طوال الليل وفى النهاية يجد النقود قليلة بعد أن يخصم تكلفة البنزين، ويعطى لمالك السيارة نصيبه، فقرر يوماً أنه لن يقبل إلا المسافات الطويلة حتى يستطيع أن يحصل على إيراد أكبر بعد خصم نصيب مالك السيارة وثمن البنزين، فبدأ يومه وكلما أوقفه زبون له مشوار قصير كان يرفضه على أمل أن يأتي مشوار طويل يحقق له مكسباً أكبر في مرة واحدة.. ومرت الساعات وهو يرفض إيصال الزبائن، واستمر هذا الحال حتى منتصف الليل وهو يدور في السيارة، وأخيراً وجد زبوناً طلب منه أن يوصله بالسعر الذي يريده بسبب تأخر الوقت، ولكنه عندما أدار محرك السيارة لينطلق اكتشف أن ليس معه وقود، وليس معه نقود كي يملأ خزان السيارة!

وهكذا هي حياتنا.. كثيرون يسعون إلى الهدف الكبير بسرعة وينسون الأهداف الصغيرة، لكن الأهداف الصغيرة هي دائماً الأساس لتحقيق الأهداف الأكبر.

********************
يحكى أن قروياً أسرج حصانه ليذهب إلى المدينة، وقبل أن يركب نظر إلى حدواته فوجد أن إحداها قد سقط منها مسمار، فقال في نفسه: لا بأس، مسمار واحد لا يهم.. ثم سافر.. ولما وصل إلى منتصف الطريق سقطت إحدى حدوات الحصان فقال: لا بأس، أستطيع السير بثلاث حدوات.. ولما وصل إلى الطريق الوعر جُرحت قدم الحصان فأصبح يعرج ثم توقف وقد أنهكه التعب، وبينما هو واقف بجانب الحصان لا يدري ما يفعل ظهر له قطاع الطرق، ولأن الحصان لا يقوى على السير سلبوه حصانه وكل ما معه من متاع، فعاد إلى بيته كئيباً مشياً على الأقدام وهو يقول: بسبب تهاوني في إصلاح حدوة الحصان خسرت الحصان وما يحمل! 
غالباً ما نواجه كوارث الحياة وأحداثها بشجاعة نادرة ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا، فنفقد الكثير من الفرص الهامة، والأشياء الثمينة والأشخاص المميزين بسبب مواقف تافهة.. فإذا عدنا إلى معظم الخلافات التي تؤدي إلى القطيعة بين الأهل والأصدقاء، أو الطلاق بين الأزواج، سنجد أن أسبابها تافهة..



جريدة الشراع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة