التفاؤل يغير الكثير

 

التفاؤل يغير الكثير

 

انزلقت سيارة أحد الأشخاص بشكل مفاجئ، وانقلبت عدة مرات قبل أن تتوقف ويتم حصره تحتها وكان الخوف من انفجارها واحتراقها قبل أن يتمكن المتواجدون في المكان من انتشال الرجل الذي لم يكن أحد متأكداً إن كان على قيد الحياة.. وفي النهاية وبعد جهد تم إنقاذه..

أغلب الموجودين في مكان الحادث كانوا في حالة من الصدمة والخوف وكان انطباعهم المؤكد أن الرجل تحطم ولا يمكن أن يكون حياً.. لكن فريق الإسعاف أكد أن الرجل يمكن أن يكون بخير، لكنه مصاب بعدة كسور..

في المستشفى كانت زوجة الرجل وأبناؤه يبكون ويصرخون والطبيب يخبرهم عن حالته، لكن أمه العجوز كانت تستمع بهدوء لكلام الطبيب الذي ما إن أنهى كلامه حتى جلست بنفس الهدوء وهي تقول: الحمد لله، لقد خرج بكسور فقط!

هذه العقلية هي التي تجعل الإنسان يتلقى الكوارث وهو واقف على قدميه مصمم على الاستمرار، كان بمقدور تلك المرأة أن تفكر بعقلية لماذا تعرض لحادث.. لكن الحادث وقع وبالتالي فعقلية البحث عن إيجابيات هي التي تساعد.. فأنت تستطيع أن تندب حظك عند تعرضك لمشكلة لكن لا شيء سيتغير، أما عقلية (الحمد لله.. كسور فقط) هي التي ستجعلك تواصل.. قد تتعرض لحادث سيارة فتذكر أنك ما زلت حياً وهناك كثيرون يموتون بسبب ذلك، قد تخسر عملك لكن تذكر أن هناك من لا يستطيعون العمل أساساً، فالنظريات تؤكد أن ردات الفعل هي من تصنع العظماء وليس الأفعال فقط.
ومراراً أثبتت التجارب أن التفاؤل يمكن أن يغير الأمور نحو الأفضل، فكم من المرضى الميؤوس من شفائهم نجح التفاؤل في جعلهم يقاومون المرض ويهزمونه.. ليست الفكرة أن تبتسم وتتلقى الصدمات بل واجبك تجنبها، ولكن عندما تسقط فتذكر عقلية (كسور فقط).. فالندم لن يغير شيئاً... لكن التفاؤل سيغير الكثير.

جريدة الشراع