الوهم قاتل ولكنه قد يكون إيجابياً
دخل عامل ثلاجة كبيرة تابعة لشركة مواد غذائية، وكانت عبارة عن
غرفة كبيرة عملاقة، دخل العامل لكي يقوم بجرد الصناديق التي في الداخل.. ولكنه بالخطأ
أغلق الباب الذي لا يمكن فتحه إلا من الخارج.. طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد..
وكان الوقت نهاية الدوام في آخر الأسبوع، واليومين القادمين عطلة.. فعرف الرجل أنه
سيموت، لا أحد يسمع طرقه للباب، ولن يفكر أحد في البحث عنه داخل ثلاجة!
جلس ينتظر مصيره، ويكتب على دفتر الجرد ما كان يشعر به من قلق
وانتظار، وكيف فكر ومن تذكر وكم بكى.. وبعد يومين فتح عمال الصيانة الباب، ووجدوا الرجل
قد توفي، وعلى الدفتر بجانبه كتب آخر كلماته: أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة، أحس
بأطرافي بدأت تتجمد، أشعر بتنميل في أطرافي، أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك، أشعر
أنني أموت من البرد..
المشكلة أن ما قتل الرجل لم يكن سوى (الوهم) الذي كان يعيشه.. فقد كان
يعتقد بما أنه في الثلاجة أن الجو بارد جداً، وأنه سوف يموت.. واعتقاده هذا جعله
يموت فعلاً رغم أن الكهرباء كانت مفصولة عن الثلاجة لعطل فيها!
الأفكار السلبية والاعتقادات الخاطئة عن أنفسنا يمكن أن تتحكم في
حياتنا، فنجد كثيراً من الناس يتردد ويخاف من القيام بعمل لأنه يعتقد أنه غير قادر
وغير واثق من نفسه.. وهو في الحقيقة قد يكون عكس ذلك تماماً.. وهذا ما حدث في
إحدى الجامعات حيث كان أحد الطلاب في محاضرة الرياضيات مرهقاً يغالبه النعاس، فجلس
في آخر القاعة ونام بهدوء.. وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب، ونظر إلى
السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين، فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة..
وعندما رجع إلى البيت بدأ يفكر في الحل، كانت المسألتان صعبتين فذهب إلى مكتبة
الجامعة وأخذ المراجع اللازمة، وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى،
وبعد يومين حل المسألة الثانية وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب..
وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب حل المسألتين.. فذهب إليه
وقال له: يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام، وحللتها في أربع
أوراق.. تعجب الدكتور وقال للطالب: ولكني لم أعطكم أي واجبات.. والمسألتان اللتان
كتبتهما على السبورة مجرد أمثلة كتبتها عن المسائل التي عجز العلم عن حلها!
ولعل هذه القناعة السلبية بالعجز
جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة!
جريدة الشراع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق