دليل أطباء طرطوس

الجمعة، 28 مايو 2021

عند وقوع الخلاف كيف تقنع شريكك بوجهة نظرك؟

 

عند وقوع الخلاف كيف تقنع شريكك بوجهة نظرك؟

 


قد ينظر الكثير من الناس إلى الخلافات الزوجية، وخاصة الخلافات في وجهات النظر، على أنها «معركة» ينبغي أن يكون هناك فيها «خاسر» و«رابح».
ولكن، هل كنت تعلم أنَّ وجهة النظر هذه يمكن لها أن تؤذي الشراكة الزوجية وتدفعها، على المدى الطويل، إلى الانهيار؟.

كثيراً ما يختلف الزوجان في وجهات النظر، فكلاهما في النهاية له شخصيته المستقلة وأسلوب التفكير الذي يمكن أن يختلف عن الآخر.

وفي حال نظر الزوج والزوجة إلى هذه الخلافات على أنها «معركة» على أحد منهما «كسبها»، فإنَّ الشراكة على الأغلب لن تكون في موقف سليم.
يقول الخبراء، إنه لإنجاح الشراكة الزوجية من الضروري أن «يربح» كلا الطرفين، وأن لايوجد مَن هو «مهزوم» بينهما.
وفي حين لاتعدُّ الخلافات في وجهات النظر من الأمور «المسلّية» أبداً، إلا أنها يمكن أن تعدَّ مفيدة إن تمَّ التعامل معها بالشكل السليم.
وأوضح الخبراء، أنَّ الخلافات في وجهات النظر تساعد كلا الطرفين على التعرُّف إلى أفكار جديدة والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.
ولكي تتوصَّل فعلاً إلى حلول ترضي الطرفين، وتساعد على تقوية الشراكة الزوجية، من الضروري أن تتعرَّف إلى الأسلوب الأنسب في إقناع شريكك بوجهة نظرك، من دون أن تفاقم الخلاف.

الخطوة الأولى: ركِّز على «أنا» بدلاً من «أنت»
عندما تنشب الخلافات بين الزوج وزوجته، سرعان ما يقوم كلا الطرفين بتوجيه الاتهامات إلى بعضهما بعضاً.
ولكن يقول الخبراء، إنه في حال أردت أن توصل وجهة نظرك إلى الشريك، حاول ألا تركِّز على كلمة «أنت» عند بدء الخلاف.
وعوضاً عن بدئك كلامك بـ«أنت»، كأن تقول: «أنت لاتقدِّر الفكرة التي أقولها»، يكون من الأفضل أن تبدأ بـ«أنا»، لكي يكون الشريك قادراً على سماعك.
وهنا يمكن أن تقول للشريك: «أنا لاأشعر بأنك تستمع إليَّ فعلاً عندما أقول لك فكرة ما».
وفي حين يمكن أن يبدو الأمر بسيطاً، إلا أنَّ له تاثيراً كبيراً وواضحاً في الخلاف.
وعندما تبدأ عباراتك بـ»أنا»، فإنَّ كلامك يبدو أقل اتّهاماً من أن تبدأه بـ»أنت».
يقول الخبراء المتخصِّصون في علم النفس: عندما يشعر الشخص بأنه مهاجم، فإنَّ الخلاف يتفاقم، ويصبح من الصعب التوصُّل إلى اتفاق يرضي كلا الطرفين.
وبالتالي عندما لايشعر الشريك بأنه مهاجم، يكون أكثر تقبُّلاً للكلام الذي يقوله، وقادراً على مناقشة وجهة نظرك.

الخطوة الثانية: لا تقل للشريك «اهدأ» (وخاصة للزوجة)
في حال اختلفت مع الشريك في وجهات النظر، فإنَّ أكثر ما يمكن أن يفاقم المشكلة ويمنع الوصول إلى حلٍّ يرضي الطرفين، هو قولك له «اهدأ».
ويقول الخبراء، إنه من الأفضل ألا تقول لشريكك أن يهدأ حتى لو بدا متأثِّراً أثناء الكلام.
وأوضحوا أنَّ المرأة تكون أكثر مَن يتأثَّر بهذه الكلمة بشكل سلبي، ولذلك حاول ألا تقولها لزوجتك قدر الإمكان، خاصة في حال بدت في حالة نفسية صعبة، وكانت تبكي.
ومن الأفضل أن تتعامل مع الموقف بهدوء، من دون أن تذكر أيَّ كلمة عن الحالة النفسية لزوجتك.
وينصح الخبراء بأن تتجنَّب متابعة المناقشة، لكي تشعر بأنَّ الشريك قادر على المناقشة من دون أن يبدو غاضباً أو متضايقاً.
ويمكن لهذه المشاعر أن تمنع الشريكين من التوصُّل إلى ما يمكن أن يرضيهما كليهما.

الخطوة الثالثة: لا تذكر آراء الأصدقاء
من بين أكثر الأمور التي يمكن أن تفسد الشراكة الزوجية، ذكر آراء الأصدقاء عندما تنشب الخلافات.
وفي حال اختلفت في وجهة النظر مع الشريك، يكون من الأفضل أن تبتعد عن ذكر أفكار وآراء الأصدقاء أو الأهل حول شريكك.
يقول الخبراء، إنَّ على المرأة والرجل أن يتجنَّبا ذكر ما قد يراه أهلهما أو أصدقاؤهما تجاه الشريك عند نشوب الخلافات.
وأوضحوا أنه من الخطأ أن تقول المرأة لزوجها، على سبيل المثال: «لقد صدقت أمي عندما قالت إنك لا تتقبَّل رأي مَن حولك!».
فبهذه العبارة تكون المرأة قد حذفت فرصة مهمة للحوار مع زوجها وتفهُّم وجهة نظره وإقناعه بوجهة نظرها.
كما أنَّ الرجل، في مثل هذه الحالة، لن ينسى عبارتها هذه، وعندما يرى والدة زوجته لن يكون قادراً على تقبُّلها والتواصل معها.
هذا وإنَّ على الرجل أيضاً الابتعاد قدر الإمكان عن ذكر آراء الأصدقاء عندما يختلف مع زوجته.
ويكون من الأفضل ألا يقول لزوجته مثلاً: «كان أصدقائي دائماً يقولون لي إنَّ غيرتك غير منطقية عندما تتصلين بي بشكل متكرِّر وأنا معهم».
وهذه العبارة تزيد من المشكلة سوءاً، فالمرأة تكره أن تُعطى ألقاباً سلبية كـ: أنها «تغار» أو أنها «حساسة جداً».. والأسوأ أن تكون هذه الألقاب آتية من أشخاص لاتعتبرهم مقرَّبين منها، فأصدقاء الزوج هنا ليسوا من أقاربها.
ومن الأفضل هنا ألا يتطرَّق كلا الطرفين إلى ذكر آراء الآخرين تجاه بعضهم بعضاً أثناء نشوب الخلافات.

 

 

 الخطوة الرابعة: لا تقدِّم وعوداً أنت غير قادر على الالتزام بها
في حال أردت فعلاً أن تقنع الشريك بآرائك، فمن الضروري أن تكون هذه الآراء منطقية.
يقول الخبراء، إنَّ مِن بين أسوأ ما يمكن أن يفسد الشراكة الزوجية، عدم قدرة الشخص على أن يثق بشريكه وبالكلام الذي يقوله.
ولذلك حاول أن تعد الشريك بأمور تستطيع فعلاً الالتزام بها، لكي تستطيع كسب ثقته.
وينصح الخبراء بأن تركِّز على الأمور المادية والملموسة في النقاش، وحاول تحديد المشكلة بشكل مباشر.
وفي المرة القادمة التي تختلف فيها مع الشريك، حاول أن تقدِّم وجهة نظرك مدعمة بأمور ملموسة وواضحة، بعيداً عن تقديم الوعود التي لايكون بإمكانك الوفاء بها.

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة