هل ننتبه
إلى مشكلات أطفالنا الصحية مبكراً..
الديسلكسيا..
يمكن أن تكون موجودة!
من معوقات تدريس القراءة وجود طلاب لا
يستطيعون تعلم القراءة أو الكتابة لأسباب عديدة أهمها ظاهرة
(العسر القرائي) أو ما يسمى (عمى الكلمات)، ويسميه البعض (اضطراب القراءة النمائي) بينما اشتهر
في الدراسات الغربية بمصطلح (الديسلكسيا Dyslexia)، وهي كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين الأول Dys وتعني صعوبة، والثاني lexia وتعني
الكلمة المقروءة، واللافت أن الطلاب المصابين بالعسر القرائي يتمتعون بمستوى ذكاء جيد
أو مرتفع جداً، وربما يكون الطلاب المعسرون قرائياً مبدعين في مجالات مثل الرسم أو النواحي
الحرفية.
أعراض الديسلكسيا
ـ الخلط بين الأحرف المتشابهة في الشكل
مثل: (ب ـ ت ـ ث، ج ـ ح ـ خ، د ـ ذ، ر ـ ز).
ـ الخلط بين الأحرف ذات المخارج
المتشابهة مثل: (ت ـ ط، ج ـ ش، ح ـ ع) فيقرأ مطجر بدلاً عن متجر، ومشتهد بدلاً عن
مجتهد .
ـ
حذف بعض الحروف وإضافة أُخرى كأن يقرأ : والد بدلاً عن ولد، وندى
بدلاً عن نادى .
ـ
حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل،
وفتاة بدلاً عن فتيات .
ـ
قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو
التأخير كأن يقرأ (قلب) بدلاً عن (قبل)، (عبد) بدلاً عن (بعد)، و(فرس) بدلاً عن (سفر) .
ـ
قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه .
ـ
عسر الخط، ويتجلى في رداءة الخط، وعدم انتظام الحرف شكلاً وحجماً،
والخروج عن السطر .
ـ
عسر الحساب، ومن مظاهره أن يخلط بين الأرقام المتماثلة
مثل رقمي (6 و9)،أو يقلب الأرقام كأن يقرأ العدد 12 بدلاً عن 21، أو يزيد وينقص في
الرقم فيقرأ 10 بدلاً عن 100.
ـ
اضطرابات الكلام، وتعني وجود اضطرابات نطقية لأصوات اللغة كأن ينطق الطفل حرف
السين ثاءً، أو اضطرابات الطلاقة ولعل من
أشهرها التأتأة، والفأفأة، وغيرها .
ـ
قد يقترن العسر القرائي، أو عمى الكلمات بأعراض أُخرى مثل: اضطرابات الكلام، والخلط بين اليمين
واليسار، أو يصعب عليه تنفيذ بعض الأعمال مثل: ربط الحذاء، وإدخال الأزرار في
مكانها، وقد يجد صعوبة في التنسيق في أداء بعض الأعمال مثل: مسك الكرة، أو
تنطيطها، أو رميها، كما يصعب عليه التركيز في شيء معين .
أسباب الديسلكسيا
يرى الأطباء أن أسباب الديسلكسيا اضطراب
عصبي وراثي المنشأ، ويستدلون على ذلك بنتائج بعض الدراسات
الخاصة بالتصوير الدماغي الوظيفي، والتي أظهرت اضطراباً لبعض المناطق في الدماغ
أثناء التلفظ والقراءة .
ويرجع
البعض أسباب المشكلة إلى عملية تنظيم الدماغ من حيث سيطرة
فصوصه وما يتبعها من مصاعب في التنظيم الزماني والمكاني، واضطراب في معرفة الاتجاهات
(اليمين واليسار) فيربطون بينها وبين ظاهرة التقديم والتأخير في قراءة الحروف
والمقاطع .
أما
الأسباب التربوية فأبرزها: اتباع بعض الأساليب التربوية
الخاطئة في تدريس القراءة مثل التعليم المبكر قبل النضج
والاستعداد لتعلم المهارات وتقبلها، تغيّر المعلم المفاجئ أو
الانتقال من بيئة إلى أُخرى، الكثافة العددية للطلاب في الصف مما قد يسبب
توتراً وقلقاً يولد المشكلة.
وهناك
الأسباب النفسية والوجدانية فمن مظاهرها الحرمان العاطفي، وعدم الاستقرار النفسي
داخل الأسرة أو في المجتمع.
والعسر القرائي الذي يعاني منه الطالب قد يزيد من
معاناته النفسية والتربوية، وقد يسبب له الكثير من الضغط النفسي عند مطالبته بإتقان
مهارات القراءة مما يضر بشخصية الطفل بشكل متزايد، ويجعله يعيش عدم الاستقرار النفسي
في مقاعد الدراسة لشعوره أنه يحمل مشكلة تجعله قاصراً عن بقية أقرانه، وقد تلازمه هذه المشكلة
حتى يكبر .
التعامل مع الطلاب المعسرين قرائياً
لا
بد أن تتضافر جهود الأسرة والمدرسة وخاصة المعلم للتعامل مع الطالب الذي لديه
مشكلة العسر القرائي، ومراعاته من الناحية النفسية، وعدم الإلحاح عليه في طلب إتقان المهارات
القرائية، أو الوقوف عند أخطائه وتحجيمها لأن ذلك يزيد من تفاقم المشكلة ولا يساعد
على حلها، وينبغي على من يقوم بتعليم الطفل الذي يعاني الديسلكسيا أن يقوم بمايلي:
ـ التكلم بصورة واضحة ومراعاة القواعد
النحوية، وعدم استخدام كلمات غريبة.
ـ توفير البيئة الجيدة للاستماع وتنقيتها من أي عوامل
تشتيت قد تؤثر على عملية الاستماع.
ـ طرح الأسئلة بشكل واضح (كل سؤال على
حدة)، والابتعاد عن الأسئلة المتداخلة، وعدم طرح أكثر من
سؤال في وقت واحد.
ـ استخدام التضاد في التفريق بين
الأشياء.
ـ تشجيع الطلاب المعسرين قرائياً
وتحفيزهم على المشاركة.
ـ عدم إجبار الطلاب المعسرين قرائياً على القراءة
بصوت مرتفع، إلا إذا أُعطوا فترة تدريب يرى المعلم أنها كافية.
ـ الكتابة بخط واضح ومقروء سواءً على السبورة، أو في
الأنشطة المقدمة للطلاب.
ـ عدم إبراز أخطاء الطلاب المعسرين قرائيً ًعند القراءة
أو الكتابة أو التهجئة.
ـ جلوس الطلاب المعسرين قرائياً في
الصفوف الأمامية حتى يتسنى للمعلم ملاحظتهم بشكل دقيق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق