دليل أطباء طرطوس

الجمعة، 28 مايو 2021

الصديق الوهمي للطفل.. كيف يأتي ولماذا؟!

 

الصديق الوهمي للطفل.. كيف يأتي ولماذا؟!

وجوده يجعل الطفل أكثر ابتكاراً وتفاعلاً مع الآخرين

 

 


كثيراً ما تفاجأ الأم أن طفلها يتحدث باستمرار عن شخص ما أو يذكر اسماً لا تعرفه على أنه لعب معه أو أعطاه شيئاً.. وكلما زادت الأسئلة الموجهة للطفل حول الشخص المذكور زادت دهشة المحيطين بالطفل الذي يسترسل في ذكر أوصاف غريبة أو ربما خيالية لصديقه الوهمي..

 

من هو الصديق الوهمي
يمكن أن يكون شخصية حقيقية يعرفها الطفل وهو معجب بها، أو شخصية شهيرة مأخوذة من برامج الأطفال، أو شخصية وهمية صنعها خيال الطفل.. وليس بالضرورة أن يكون طفلاً مثله، بل قد يكون حيواناً، أو ديناصوراً، أو شخصية كارتونية، أو شخصاً بوظيفة معينة مثل رجل الإطفاء، أو طبيباً، أو عاملاً أو غير ذلك..

وعادة يظهر الصديق الوهمي فجأة بلا مقدمات، وقد يختفي كذلك دون سابق إنذار، ومعظم الأطفال يتركون أصدقاءهم الوهميين قبل سن 5 سنوات، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن هذا الصديق يمكن أن يبقى في بعض الأحيان خلال سنوات الدراسة.

وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ومرض التوحد، لديهم احتمالات أكبر لتطوير صداقات وهمية، كما إن الطفل الوحيد أكثر قابلية لأن يكون لديه صديق وهمي.

 


مهارات التظاهر
يبدأ معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وعامين بتطوير مهارات التظاهر (التخيل) ولغة التواصل الودية، فهذه الخاصية تمكنهم من عرض تجربتهم بطريقة ذات مغزى لهم ومعبرة، مثل تنفيذ بعض الأعمال، وتحمل بعض المسؤوليات، وتبادل الأدوار مثل أخذ دور أحد الوالدين، أو أن يصبح رجل إطفاء أو أن يأخذ دور البطل أو الشرير، ومن خلال التظاهر والخيال ينمو تفكير الطفل من خلال التخطيط، والتفاوض وحل المشاكل.

 

سبب وجود الصديق الوهمي

هناك العديد من الأسباب التي تحفز الطفل ليكون له أصدقاء وهميون، ففي نظره أن الأصدقاء الوهميين يساعدون بعض الأطفال في التعامل مع التغييرات في الحياة أو في اكتساب مهارة جديدة، في حين أن بعض الأطفال يعتبرون الأصدقاء الوهميين مجرد متعة ولعبة، وصديق الطفل الوهمي يمكن أن: يستمع ويقدم الدعم للطفل، يلعب معه، يفعل الأشياء التي لا يستطيع الطفل أن يفعلها.. والأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميون لا يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، وليس لديهم مشاكل عاطفية، ولا يشعرون بالضغوط أو الوحدة.

 

دور الآباء والأمهات
لا يستدعي وجود صديق وهمي القلق على الإطلاق، فمن خلاله يتمكن الطفل من تطوير المهارات الضرورية التي تسمح له أن يكون أكثر ثقة واجتماعياً، ويمنحه فرصة أن يكون خلاقاً ومبدعاً.

والأفضل ألا يتدخل الأهل إلا إذا أصبح الصديق الوهمي مصدراً للإزعاج، بل يترك الخيار للطفل ليحدد هو متى يتخلى عن صديقه الوهمي.

 

نصائح للتعامل مع الصديق الوهمي

ـ لا تخجلي من التفاعل مع صديق طفلك الوهمي إذا دعاك طفلك، ولكن اسمحي لطفلك بإدارة الموقف.

ـ إذا كان الصديق الوهمي يعبر عن مشاعر أو علامات قلق أو خوف، حاولي التدقيق ما إذا كانت هذه مشاعر طفلك، حيث إن معظم الدراسات تشير إلى أن استخدام الأطفال في بعض الأحيان لأصدقاء وهميين، هو للتعبير عن مشاعرهم.

ـ إذا كان طفلك يجد متعة في الحديث عن مشاعره عن طريق صديقه، فقد يكون من الأفضل التحدث مع طفلك عن طريق صديقه.

ـ الصديق الوهمي لا ينبغي أن يكون صديق طفلك الوحيد، تأكدي من أن يتفاعل طفلك ويلعب مع الأطفال الآخرين أيضاً.

ـ إذا كان الصديق عدوانياً أو قلقاً أكثر من اللازم، تأكدي من التحدث مع طفلك عن تلك المشاعر والتعامل معه بعناية ورفق.

ـ تعلمي كيف تستمعين إلى ما يقوله طفلك لصديقه الوهمي، فقد تستطيعين استشفاف بعض هموم طفلك.

ـ لا تتركي تصرف الصديق غير المنضبط يمر دون تهذيب، فهذا من شأنه أن يوضح لطفلك بألا يسمح لصديقه أن يفعل ما يشاء.

ـ لا تسألي طفلك أسئلة كثيرة عن صديقه ما لم يخبرك بنفسه، عادة ما تكون صداقة الطفل مسألة خاصة، لا تتدخلي وأفسحي لطفلك بعض المجال.

ـ لا تقلقي حتى لو لم يختفِ صديق طفلك الوهمي عند عامه التاسع، فالأطفال في سن الدراسة لا يزال لديهم أصدقاء وهميون.

ـ ليس هناك ضرر من استخدام وجود صديق وهمي لصالحك من خلال تشجيع الصديق وبالتالي الطفل على عمل شيء تريدين من طفلك أن يقوم به، ولكن افعلي ذلك بمهارة ودون أي شكل من أشكال التدخل.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة