دليل أطباء طرطوس

الجمعة، 28 مايو 2021

أربع مراحل للشراكة الزوجية كيف نمرُّ فيها بنجاح؟

 

أربع مراحل للشراكة الزوجية كيف نمرُّ فيها بنجاح؟

 

 


على الرغم من أن جميع الشراكات الزوجية لا يمكن أن تعدَّ متشابهة، إلا أن هناك مراحل معينة تمر بها هذه الشراكات على اختلافها.
ولكي تنجح شراكتك الزوجية مع الشخص الذي اخترت أن تكمل معه حياتك، حاول التعرُّف إلى المراحل الأربع للزواج، وكيفية التعامل مع كلِّ مرحلة بفعالية.

 

تمرُّ الشراكات الزوجية بأربع مراحل أساسية، وعلى الرغم من أنَّ التوقيت قد يختلف من شراكة إلى أخرى، إلا أنَّ معظم الشراكات الزوجية تمرُّ بهذه المراحل الأربع.
ومن خلال فهم هذه المراحل، تقول الدكتورة ريتا دي ماريا، الاختصاصية بعلم النفس، يكون لديك «الأداة» الفعالة التي تكون بحاجة إليها لكي تضمن أن تعبر أنت والشخص الذي تحبّ «رحلة» الحياة بنجاح.

المرحلة الأولى: مرحلة شهر العسل
إنَّ أول مرحلة يمرُّ بها الشريكان هي مرحلة «شهر العسل».
وعادة ما تستمرُّ هذه المرحلة لمدة سنتين أو حتى ثلاث سنوات؛ فالأمر يعتمد على مجيء الأولاد.
وتقول الدكتورة دي ماريا، إنَّ هذه المرحلة من الشراكة الزوجية غالباً ما تتميَّز بأنها مليئة بمشاعر الحب والشغف، حيث يكون مركز هذه الشراكة الجديدة هو الطرفان وحدهما.
كما يكون اهتمام كلا الطرفين مركَّزاً على الأسباب الأساسية التي دفعتهما إلى أخذ خطوة الارتباط واختيار هذا الشخص دون غيره.
ما التحدِّي الأكبر؟
في هذه المرحلة من الشراكة الزوجية، على الشريكين أن ينظرا بعمق أكبر إلى شراكتهما، من دون الاهتمام فقط بالحب والعاطفة.
وهنا تقول الدكتورة دي ماريا، إنه من الضروري أن يتساءلا: «من نحن وماذا نريد مِن هذه الشراكة؟»..
إذ ينبغي أن يحدِّد الشريكان أهدافهما في هذه الحياة منذ بداية الشراكة الزوجية.
ويفضَّل أن يجلس الشريكان ليتحدَّثا عن شراكتهما، وكيف يريان هذه الشراكة في السنين القادمة.
كما أنَّ التفاصيل البسيطة يمكن مناقشتها في حوارهما هذا؛ كمناقشة مكان السكن إن كان مناسباً أم ينبغي تبديله في السنوات القادمة مع وجود الأولاد مستقبلاً، على سبيل المثال.

المرحلة الثانية: الاستقرار
بعد مرور مرحلة «شهر العسل» تأتي المرحلة الثانية، التي تتميَّز بأنها مرحلة «الواقعية».
يبدأ في هذه المرحلة كلٌّ من الطرفين بالتعرُّف إلى أمور في شريكه لم يكن يدركها أو كان يتجاهلها بسعادة في المرحلة السابقة.
وتكون هذه الأمور هي جوانب سلبية في شخصية الشريك وجوانب ضعفه وعاداته الشخصية.
وخلال هذه الفترة، التي تقع ما بين فترة شهر العسل وقبل مجيء الولد الأول، تبدأ مرحلة «الخوض» في الحياة، لتحقيق الأهداف.
وهنا، قد يظهر الصراع على السلطة، حيث على الطرفين العمل لتحقيق نوعين من الأهداف: المشتركة بينهما، والأهداف الخاصة بكلِّ طرف.
ويعدُّ هذا هو الوقت الضروري لتعلُّم العمل الجماعي، وكيفية مساندة الطرف الآخر ليحقِّق أهدافه والأهداف المشتركة.
ما التحدِّي الأكبر؟
عندما يبدأ بريق الشراكة الزوجية بالتلاشي، وتدخل الواقعية إليها، من الضروري أن يعرف كلا الشريكين كيف يعبران بشراكتهما الزوجية إلى النجاح.
تقول الدكتورة بيفرلي هايمان، الاختصاصية بعلم النفس، إنَّ هذه الفترة تعدُّ أول منطقة خطر تمرُّ بها الشراكة الزوجية.
وأشارت إلى أنَّ الكثير من الأزواج، بعد مرور بضع سنوات على زواجهم، يمكن أن يشعروا بأنَّ القيم التي يعتقدون بها والأهداف التي يودُّون الوصول إليها ليست متشابهة مع أهداف الطرف الآخر.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يشعر الرجل بأنه بحاجة إلى أطفال، في حين أنَّ المرأة قد ترى أنها بحاجة إلى تأجيل هذا الأمر لتحقِّق بعض الأهداف في مجالها المهني.
كما أنَّ الأمور البسيطة، في حال انعدم الاتفاق، يمكن أن يكون لها أثر سلبي في الشراكة؛ كأن يرغب أحد الطرفين في تمضية كلّ يوم جمعة مع أهله، في حين لا يرغب شريكه في ذلك.
وهنا تكون الخطوة الأساسية إيجاد حلٍّ وسط يرضي الطرفين.
وعلى الرغم من أنه يكون من الأفضل أن تتمَّ المناقشة حول الأمور الأساسية في الحياة، كالإنجاب والأمور المالية والفترة التي يرى فيها الشريك أهله، قبل الزواج، إلا أنَّ الوقت لا يكون متأخِّراً لمناقشتها في هذه الفترة.

المرحلة الثالثة: التركيز على الأسرة
في هذه المرحلة يصل الشريكان إلى «لبّ» الشراكة الزوجية؛ وهي إنشاء عائلة.
في هذه المرحلة يمضي الشريكان السنين في تربية الأولاد والسعي إلى تأمين حياة كريمة لهم، بالإضافة إلى التركيز أيضاً على الجانب المهني.
وغلباً ما تتَّسم هذه المرحلة بأنها مرحلة مليئة بالضغوط والأعباء، ويمكن وصفها بأنها مرحلة الخطر التالية التي تمرُّ فيها الشراكة الزوجية.
ويمكن في هذه المرحلة أن يكون لديك ولدان أو ثلاثة، وعليك تسديد قروض مالية، إلى جانب ضرورة تعاملك بنجاح مع عملك.. وكلُّ ذلك يضع الشريكين في حيرة، حيث يتساءلان: «هل هذه هي الحياة التي كنا نريد؟».
وبعض الأزواج يمكن أن يجدوا أنَّ الانفراج من التوتر والضغوط يكمن في خيانة الشريك أو طلب الطلاق.
ما التحدي الأكبر؟
إنَّ المحافظة على الحب الذي كان ولا يزال موجوداً بين الطرفين، والحب للعائلة بشكل عام، وتجاوز الضغوط، هي التحدِّي الأكبر للشريكين في هذه المرحلة.
وهنا تنصح الدكتورة هايمان بأن تنتبه إلى شراكتك الزوجية وتحاول إعطاء الفرصة لكليكما للنقاش الصريح، بالإضافة إلى تخصيص وقت لممارسة الأنشطة المحبَّبة لكلِّ أفراد العائلة، وتخصيص الوقت لك ولشريكك فقط.    

 

 

المرحلة الرابعة: مغادرة الأولاد المنزل
عندما يكبر الأولاد ويتركون المنزل الذي نشؤوا فيه، فإنَّ المنزل يصبح فارغاً، وهنا يتركَّز الأمر على إعادة الاتحاد من جديد بين الشريكين.
وهنا يبدأ كلا الطرفين مجدداً بالتعرُّف إلى بعضهما بعضاً.  
ما التحدِّي الأكبر؟
بعد أن خضت أنت وشريكك الحياة بجوانبها السلبية، وتلك الإيجابية، يكون من الضروري أن تحمي هذه الشراكة من الفراغ الذي يطرأ على الأسرة.
ويمكن للكثير من الأزواج أن يجدوا أنَّه لم يعد هناك ما يمكن أن يعملا معاً من أجله، إلا أنَّ هذه المشاعر السلبية ينبغي مواجهتها بحكمة.
إذ يمكن أن يخرج الأزواج في هذه المرحلة مع بعضهما لزيارة الأقارب، فمن الضروري أن يمارسا أنشطة مختلفة معاً، كممارسة رياضة المشي مثلاً.
ومن الضروري أن تظهر لشريكك في هذه المرحلة أنَّ الحب لايزال موجوداً، فالحب والاهتمام بين الشريكين هو الذي يجذب الأولاد وأولادهم لزيارة منزلهما السعيد الذي يحبّونه ويذكرونه.

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة