دليل أطباء طرطوس

الاثنين، 17 مايو 2021

قلعة الكهف.. بنت الصخر

 

قلعة الكهف.. بنت الصخر

 

 


على بعد 20 كم بالقرب من قرية المريجة التابعة لناحية القدموس وعلى هضبة صخرية فوق واد سحيق ضمن بقعة منخفضة تتوسط سلسلة الجبال الساحلية في منطقة الشيخ بدر وتمتد على مسافة 600 متر طولاً وعرضها نحو 60 متراً، وتبعد القلعة عن الشيخ بدر 20 كيلومتراً وعن القدموس20 كيلومتراً.

 


وتعد من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر ولذلك سميت قلعة الكهف، وترتفع فوق سور القلعة ثلاثة أبراج من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية: البرج الشرقي يتقدم القلعة وتطل على قلعة القدموس من الشمال الشرقي، أما البرج الشمالي فيعلو المدخل الرئيسي ويطل من الناحية الشمالية على وادٍ سحيق، وكذلك البرج الجنوبي يطل على واد سحيق جنوبي القلعة.  

وكانت المياه تصل إلى القلعة من خلال قنوات جر طولها 2 كيلومتر تستمد مياهها من عين تدعى عين عزيزة، وتحولت التسمية اليوم إلى عين فاطمة، وكانت المياه تحمل بواسطة قنوات فخارية محمولة على جدران ترفعها عن مستوى الأرض لتصل أولاً إلى الحمامات ومن ثم إلى القلعة.

وهناك مصدر ثانٍ للمياه يعتمد تجميع مياه الأمطار على سطح القلعة وتخزينها في حفر منحوتة في الصخر ومن ثم توزيعها إلى باقي أقسام القلعة.  

وعلى سطح القلعة الملاصق للبوابة من جهة الغرب توجد بوابة كبيرة منحوتة بالصخر تضم ما يشبه الجرن عرضها من الداخل 3 أمتار وطولها نحو 6 أمتار وعلى جانبيها مصطبتان على شكل مقاعد يمكن أن تكون غرفة انتظار أو غرفة مناوبة الحرس.  

والبوابة الثانية تتجه صعوداً باتجاه الغرب نحو البوابة الثالثة، وعلى يمين الطريق نقشت آية الكرسي وعلى الجدار المواجه تظهر كتابة على أحد حجارته أيضاً ذكر فيها بعض الآيات مع وضوح في ذكر التواريخ (ذو القعدة 761 هجري) أما البوابة الثالثة فقد تهدمت وضاعت معظم معالمها.  

والقلعة منحوتة في الصخر ويعتقد أنها مكونة من سبع غرف فقط، والدخول إلى هذه الغرف السبع صعب جداً، وقد كانت إنارتها في السابق بواسطة فتحات في سقف القلعة، وضمن هذه الحجرات توجد أعمدة صخرية نحتت نحتاً لتسهم في زيادة تحمل السقف للحمولات وللسقف الصخري، وهذه العمارة تشبه إلى حد بعيد العمارة الوحشية التي تتسم بقساوتها، وتعكس نفسية قاطنيها المحاربين الذين يتصفون بالقسوة والوضوح والإخلاص لعقائدهم.



ويقع الحمام في نهاية الجهة الشرقية الجنوبية للقلعة ويعد من أهم المعالم الأثرية الباقية في القلعة، وهو بناء مستطيل الشكل تقريباً يمكن الدخول إليه من بوابة تقع شرق القلعة، ينقسم إلى قسم براني وقسم وسطاني وقسم جواني وقسم التسخين، وفي نهاية غرف التسخين نجد فتحة لخروج الدخان الناتج عن الاحتراق في الجهة الشمالية، وهناك غرفة تتصل بغرفة التسخين لتجميع الوقود وخزان المياه الذي يقع إلى الغرب من الحمام منحوتاً بالصخر بعمق أكثر من متر ونصف المتر.  



ويصل الماء إلى الحمام عبر قنوات تجميع الأمطار التي تقود المياه من السطح الصخري للقلعة إلى الكثير من حفر تجميع المياه على سطح القلعة والتي بدورها تقود إلى حفر رأسية ومن ثم إلى خزان الحمام والخزانات الخاصة بالقلعة والتي توزع المياه إلى باقي الحجرات وباقي القلعة.  

كما إن قنوات نقل مياه الشرب التي كانت تأتي من الجهة الجنوبية من بعد 2 كيلو متر كانت محمولة على قنوات فخارية نصف مستديرة تأتي من فوق جدار يحمل هذه المياه فيكون خزان تجميع المياه هو أول من يلاقي هذه المياه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة