دليل أطباء طرطوس

الجمعة، 28 مايو 2021

أفكارنا حول السعادة غير صحيحة أبداً!

 

أفكارنا حول السعادة غير صحيحة أبداً!

 

 


هل كنت تعلم أنَّ ما تحمله من أفكار حول السعادة والأمور التي تحقِّق لنا السعادة يمكن ألا يكون صحيحاً تماماً؟.
من الطبيعي أن تشعر بالاستغراب عندما تكتشف أنَّ جزءاً كبيراً من الأفكار التي نحملها حول السعادة والقدرة على تحقيقها، يمكن أن يعدَّ «خاطئاً» فعلاً.
ولكن، في حال أردت أن تشعر بالسعادة في الحياة، فإنه من الضروري أن «تصحِّح» أفكارك حولها.

يمكن أن يقول كثير من الناس لأنفسهم، عندما يعاكسهم الحظ، إنَّ هذا اليوم «ليس يومهم».
ولكن، ما لايدركه هؤلاء الناس، أنه يكون في إمكانهم السيطرة، بأنفسهم، على «سعادتهم» فعلاً.
يقول الخبراء، إنَّ هناك كثيراً من الأفكار الخاطئة التي نحملها عن السعادة وعن القدرة على تحقيق هذه المشاعر الإيجابية.
وأوضحوا أنَّ القدرة على الاستمتاع فعلاً بالسعادة تقوم، بشكل أساس، على فهم السعادة فعلاً، والتخلُّص من الأفكار الخاطئة التي نحملها.
فما هي الأفكار التي يقول الخبراء إنها خاطئة، وما الصواب إذاً؟.

الفكرة الخاطئة الأولى: لا يمكننا السيطرة على مشاعر السعادة
يمكن أن يعتقد كثير من الناس أنَّ السعادة إما تأتي إلى الإنسان، وإما تهجره نهائياً. إلا أنَّ الخبراء يقولون: إننا قادرون على جعل أنفسنا سعداء.
وما علينا معرفته تماماً هو أننا قادرون على الصمود ومواجهة تحدِّيات الحياة بشكل كبير، حتى وإن بدا الأمر مستحيلاً في البداية.
يقول الخبراء، إنه في حين لايكون في الإمكان السيطرة على الظروف المحيطة بنا، إلا أننا نستطيع السيطرة على الأسلوب الذي نتعامل به مع هذه الظروف كي لاتؤثِّر فينا وفي حالتنا النفسية.
وأوضحوا أنَّ السعادة، بشكل عام، يمكن توزيعها كالتالي: نسبة 50 في المئة منها تُعزى إلى عوامل وراثية في الإنسان، كما أنَّ هناك 10 في المئة للظروف مِن حولنا، وبالتالي لانستطيع التحكُّم في 60 في المئة من سعادتنا.
ولكن، يشير ذلك إلى وجود نسبة 40 في المئة نكون نحن المتحكِّمين فيها، وهي واقعة تحت سيطرتنا فعلاً.
ومن خلال قيامنا ببعض التصرُّفات البسيطة، فإننا يمكن أن نعدّل مزاجنا بشكل كبير، وهنا عليك أنت أن تعرف ما الأمور البسيطة التي تدفع فيك السعادة، وركِّز على القيام بها من فترة إلى أخرى.
وليس من الضروري أن تكون هذه الأمور كبيرة أو معقَّدة، فيمكن لجلوسك مع الأصدقاء الذين تحبّ أن يساعدك على مواجهة تحدِّيات الحياة.

 الفكرة الخاطئة الثانية: السعادة تتطلَّب تحقيق خطوات كبيرة ومهمة في الحياة
هل عليك فعلاً تحقيق أهداف كبيرة في الحياة لتستطيع القول إنك شخص سعيد في هذه الحياة؟.
من الخطأ الاعتقاد بأنَّ السعادة لاتتحقَّق إلا من خلال إنجازنا أهدافاً كبيرة، وأخذ خطوات مهمة في حياتنا.
وأوضح الخبراء أنه، في حال كنت تعتقد أنَّ السعادة لايمكن أن تتحقَّق إلا إذا تقدَّمت في العمل وحصلت على ترقية، أو من خلال رفع نسبة الراتب، فإنك لن تكون قادراً على الاستمتاع بالسعادة أبداً.
ومن الضروري أن تعيد النظر في وجهة نظرك هذه؛ حيث يمكن للأهداف البسيطة، التي تحقِّقها في العمل الذي تمارسه، أن تعزِّز لديك مشاعر السعادة.
ويمكنك أن تتذكَّر دورك المهم في العمل، فما تقدِّمه يترك أثراً إيجابياً على المجتمع، وبهذه الطريقة لاتؤكِّد فقط على النجاحات الصغيرة التي تحقِّقها، بل أيضاً على أهمية دورك في المجتمع بشكل عام.
وهذه المشاعر الإيجابية قادرة فعلاً على تعزيز السعادة داخلنا.
ولايتوقَّف الأمر فقط عند المجال المهني، بل يمكن تطبيق هذه الفكرة على جميع نواحي الحياة.
ومن خلال النظر بشكل إيجابي إلى الأمور التي تنجزها في الحياة، مهما بدت بسيطة بالنسبة إليك، فإنك بهذه الطريقة تدفع إلى داخلك مشاعر السعادة.

 الفكرة الخاطئة الثالثة: السعادة تتحقِّق عندما تشتري ما تحبّه في هذه الحياة
يخطئ كثير من الناس عندما يعتقدون أنَّ السعادة تتحقَّق لدينا عندما نقوم بشراء ما نحبّ.
وأكَّد الخبراء على فكرة أنَّ خبراتنا الإيجابية والممتعة في الحياة يمكن أن تكون أهم بكثير من الأشياء التي نشتريها.
ويقول الدكتور ليفان بوفين، الاختصاصي النفسي والبروفسور في جامعة
University of Colorado في الولايات المتحدة، إنَّ السعادة تأتي من الأمور التي نختبرها؛ أي أنه عندما تخرج إلى التسوّق مع الأصدقاء الذين تحبّ، فإنَّ خروجك معهم يملؤك بالسعادة بالفعل، وليس الأغراض التي يمكن أن تشتريها.
وفي حال كنت تشعر بأنك غير سعيد، فلاتعتقد أنَّ ذهابك إلى التسوّق وشراء ما تريد يمكن له أن يعدِّل من مزاجك؛ فبعد عودتك إلى المنزل وانتهاء عملية الشراء ستلاحظ أنَّ مشاعرك السلبية لم تذهب فعلاً.
وبالتالي عليك التركيز على الأمور التي تقوم أنت بها، عوضاً عن التركيز على الأشياء التي تشتريها.
وفي حال كانت عملية الشراء غير ضرورية، فإنه من الخطأ القيام بها.
وهنا ينصح الدكتور بوفين بأن تجرِّب القيام بأمور جديدة لم تقم بها سابقاً، كالرسم أو الخياطة وغيرهما من الهوايات.
إذ بيَّنت الدراسات أنَّ النظر إلى الإنجاز الذي حقَّقته (لوحة رسمتها، أو كتاب قرأته، أو تطريز غطاء طاولة) يدفع في الشخص مشاعر السعادة أكثر بكثير من شراء غرض ما، خاصة إن لم يكن بحاجة إليه.

 

 الفكرة الخاطئة الرابعة: المال الوفير هو أساس السعادة
الفكرة الخاطئة الأخرى التي يعتقد بها كثير من الناس، هي أنَّ المال هو أساس شعورنا بالسعادة.
ولكن، قد تستغرب أنَّ الدراسات التي بحثت فكرة السعادة والمال أكَّدت أنَّ المال ليس شرطاً لوجود السعادة.
كما ركَّزت عدة دراسات أخرى على الأشخاص الذين ربحوا في اليانصيب، وإن كان قد أثَّر ذلك في سعادتهم، لتكشف الدراسات أنَّ المال بالكاد أثَّر في مستوى إحساسهم بالسعادة.
وما يقوله الخبراء، هو أنَّ المرء بحاجة إلى المال لكي يحقِّق حاجاته الأساسية، ولكن عندما تزيد كميته فإنَّ ذلك يؤثِّر بشكل قليل للغاية في مستوى سعادته؛ أي أنه ليس بحاجة إلى المال الوفير لكي يشعر بالسعادة.

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أطباء ـ أشعة