حبوب الفيتامينات.. سلاح ذو حدين

 

حبوب الفيتامينات.. سلاح ذو حدين

 

لا يخفى على أحد أهمية الفيتامينات من المصادر الطبيعية لجسم الإنسان ودورها في وقايته من الأمراض.. ولكن البعض يقبل على الإكثار من تناول حبوب الفيتامينات دون وصفة طبية محددة له.. ويسارع بعض الأشخاص إلى شرائها عشوائياً في ما يشبه التقليد والموضة.. في حين أنه يمكن الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم بتناول الأطعمة المتنوعة والمتوازنة..

أهمية الفيتامينات الطبيعية للجسم

الفيتامينات مواد يحتاج إليها الجسم لكنه لا يستطيع أن يصنعها، وهي تسهل قيام التفاعلات الكيميائية داخل خلايا الجسم وتساعد على التمثيل الغذائي للطعام الذي نأكله والاستفادة منه.. ولكل فيتامين دور محدد ينظم عملية مختلفة عن غيره، وهناك 13 نوعاً من الفيتامينات الأساسية الهامة لجسم الإنسان وتنقسم إلى مجموعتين:

ـ المجموعة الأولى: فيتامينات تذوب في الدهون وتشتمل على الفيتامينات  A-D-E-K.
ـ المجموعة الثانية: فيتامينات تذوب في الماء وتشتمل على فيتامين  C  وأسرة فيتامين B المركب.

خطورة الاستخدام الخاطئ للفيتامينات والمعادن
إن خطورة الاستخدام الخاطئ للفيتامينات وخاصة الذائبة في الدهون تفوق الفائدة التي تعود على الجسم من استخدامه والضرر الأقصى يكمن في زيادة الفيتامينات التي لا يستطيع الجسم التخلص منها حيث تشكل عالة على الكبد هذا إلى جانب ما تسببه النسب الزائدة من الفيتامينات من أضرار للجسم منها على سبيل المثال:
ـ إن زيادة نسبة الكالسيوم في الجسم تؤدي إلى تكلس الأنسجة وقد تتسبب أيضاً في تكون حصوات في الكلية أو في المسالك البولية والنسبة العالية من فيتامين k قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
ـ الجرعات الكبيرة من أقراص فيتامين B6 قد تعرض الإنسان للالتهابات العصبية في الأطراف.
ـ الإفراط في تناول فيتامين A وخاصة بجرعة 50 ألف وحدة دولية وبشكل يومي يمكن أن تؤدي إلى حالة من القيء والإصابات الجلدية وفقدان الشهية وتضخم الكبد والطحال، وتناول كميات كبيرة من أقراص فيتامين  Aأو بيتاكاروتين يزيد من خطورة حدوث كسور في الحوض عند كبار السن من الرجال والنساء, كما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الناس عامة والمدخنين خاصة, وبالنسبة للمرأة الحامل يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية للجنين.
ـ تناول جرعات كبيرة من (النياسين) وهو أحد أفراد مجموعة فيتامين B  المركب في صورة مستحضراته الصيدلانية كالمستعمل في علاج ارتفاع الدهون والكوليسترول بالدم يؤدي إلى حدوث توسع في الأوعية الدموية للجسم وانخفاض في ضغط الدم وتورد لون الجلد وتهيج المعدة وارتفاع انزيمات الكبد وتركيز السكر بالدم.
ـ بالنسبة لفيتامين D فإن أجسامنا تحتاج إلى القليل منه وتزداد الحاجة كلما تقدم الشخص في السن، وتناوله يسبب انطلاق الكالسيوم في العظام، إلا أن تناول جرعات زائدة منه يصيب الإنسان بتلف الأعصاب وفقدان حاسة اللمس في اليدين والقدمين وحدوث آلام في البطن وإسهال وفقدان الشهية وتكلس بالكلى.

ـ فيتامين E الذي يركز عليه الناس لمنع حدوث مرض الزهايمر والقلب وتلف العين والسرطان وغيرها.. والحد الأقصى لتناوله يصل إلى ألف وحدة، قد يؤدي تناوله بكثرة إلى أعراض تشمل الشعور بالغثيان ونفخة في البطن والإسهال.

بعض الضروريات لتناول حبوب الفيتامينات

يوفر تناول حبوب محددة من الفيتامينات الإضافية لبعض الناس فوائد فعالة وآمنة على أن يحددها الطبيب المختص لكل حالة على حدة ومن تلك الحالات:

ـ من لديهم نقص مرضي لنوع معين من الفيتامينات مثل فقر الدم بسبب نقص حمض الفوليك أو نقص العامل الداخلي الذي يساعد على امتصاص فيتامين B12 أو بسبب نقص خلقي في بعض العوامل التي تساعد على امتصاص تلك الفيتامينات.

ـ بينت الدراسات فعالية فيتامين D عند إعطائه للأطفال خلال الشهرين الأولين من العمر لمنع مرض كساح الأطفال.

ـ ينصح بتناول فيتامين D مع الكالسيوم للسيدات المصابات بهشاشة العظام وأيضاً للوقاية من إصابة السيدات بهشاشة العظام بعد الخمسين.

ـ ينصح بتناول فيتامين حمض الفوليك لمدة 3 أشهر قبل وبعد الحمل للوقاية من أمراض الجهاز العصبي الخلقية عند الأطفال.

ـ لمن يمارس حمية غذائية لتخفيف الوزن تحتوي على سعرات حرارية قليلة جداً.

ـ لكبار السن الذين لا يتناولون الأغذية بالشكل المطلوب.

ـ للنساء في سن الإنجاب ولا تأكلن ما يكفي من الفواكه والخضراوات، وهنا يقرر الطبيب حاجة المرأة إلى تناول معادن وفيتامينات إضافية.

 

أسباب إدمان البعض على حبوب الفيتامينات
ـ يعود السبب في إقبال الكثير من الناس على تعاطي الفيتامينات لاعتقاد خاطئ سائد بين الناس على أن تعاطي الفيتامينات يحسن الصحة ويؤدي إلى تحسين وظائف الجسم الحيوية، ولكن للأسف لا يلتفت أحد إلى أن للفيتامينات مخاطر على الصحة إذا لم تكن هناك حاجة إلى تناولها.

ـ يرى البعض في تناول الفيتامينات حلاً لكل مشكلة تواجهه سواء في النوم أو النشاط أو الاستذكار.. إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن لحبوب الفيتامينات مضار كثيرة وأنها لا توصف للجميع على حد سواء، ولكن تختلف الحاجة إليها باختلاف حالة الإنسان الصحية وسنه ومهامه اليومية.
ـ تصنف الفيتامينات على أنها مكملات غذائية وبالتالي لا تخضع لقوانين الأدوية ولا للرقابة الدوائية وإنما إلى معايير الإنتاج الغذائي وضوابطه التي تتسم بالعمومية في مختلف بلدان العالم، وتكمن الخطورة هنا في المفارقة بين تصوير الفيتامينات على أنها صانعة المعجزات وبين حقيقة الأثر الناجم عن نقص في أحد الفيتامينات.

وأخيراً.. تبقى العودة للطبيعة في تناول الفيتامينات المتوفرة بالغذاء المتوازن وخاصة بتناول الخضراوات والفواكه الطبيعية.. أما إدمان البعض لحبوب الفيتامينات فهو بالفعل مشكلة صحية لأصحابها لما لها من آثار جانبية سلبية على صحتهم، ولأن زيادة الجرعات لبعض أنواعها قد يحمل مخاطر صحية كثيرة على حساب التزامهم بالغذاء الصحي المتوازن.