بين الناسك والشيطان
يحكى
أن الشيطان تربص بناسك (عابد) متعبد في صومعته (مكان خلوته للعبادة) فأراد أن يغويه
ويحرفه عن عقيدته، فتمثل له على شكل فارس، ودعاه إلى النزال، فشهدت الأرض أشرس
معركة بين الحق
والباطل،
خرج في نهايتها الناسك منتصراً على الشيطان المتنكر بزي الفارس المقدام. ولطالما كرر الشيطان بلا يأس معركته
الخاسرة أبداً مع هذا الناسك المنتصر عليه دائماً، إلى أن اهتدى أخيراً إلى فكرة
جهنمية يغلب فيها هذا الناسك، فراح يحاول استرضاءه بالمال، وإغراءه بكيس سمين من
الدراهم الذهبية، وهو يدعوه إلى هدنة (توقف عن القتال) إلى بضعة أعوام مقبلة.. وكان
الناسك كلما رأى كيس الدراهم الذهبية تحت وسادته في مطلع كل عام، ابتسم في رضا
وقال: كفى الله المؤمنين شر القتال وذات عام، رفع الناسك وسادته ، فلم ير كيس الدراهم
الذهبية تحتها، فخرج غاضباً من صومعته لينازل الشيطان، الذي ما لبث إلا قليلاً
حتى صرعه، وكسر شوكته (غلبه) ، ولما سأل الناسك الشيطان مستغرباً: لماذا صارعتك
في البداية وغلبتك، والآن تصارعني فتغلبني، ابتسم الشيطان مكشراً عن أنيابه وقال
بانتصار: كنت تصارعني في البدء عن عقيدة وإيمان فغلبتني دائماً، والآن أنت
تصارعني من أجل حفنة من الدراهم الذهبية والمال فغلبتك لأنك قد تخليت بذلك عن عقيدتك
وإيمانك..
ندم
الناسك أشد
الندم،
وراح ينشد التوبة ويستغفر ربه عما فرط من أمره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق