تطور اللغة عند الطفل حسب مراحل عمره
لا شك أن الطفل يصبح
عالم الأم الأهم منذ أن تبدأ فترة الحمل، وحالما يولد تكون صحته وتغذيته ومراحل
نموه الشغل الشاغل لها، وحالما يبدأ بإصدار الأصوات تحاول مساعدته لتركيب الأحرف
لغوياً، وتقديم المساعدة له والتشجيع في كل مرحلة عمرية بالمهارات التي تحفزه
وتساعده على تخطيها بكل نجاح.. وإليك أهم المهارات المعرفية التي من الممكن أن
تساعد الطفل على النمو اللغوي بشكل أفضل، لأن اللغة بمقدورها أن تبني نمواً
إدراكياً متكاملاً للطفل.
الطفل منذ
الولادة وحتى الشهرين:
لا يمكن أن تتكون لدى
الطفل أدنى مهارة سمعية أو معرفية في هذا العمر، لكنه ينجذب كثيراً إلى سماع
الأصوات، إضافة إلى شعوره بالفزع من الأصوات المرتفعة، حيث يفضل الحديث مع الطفل
في هذه المرحلة أو الاعتياد على نغمة صوتية معينة للطفل ترتبط بوقت نومه مثلاً.
الطفل في
عمر ثلاثة أشهر:
يبدأ الطفل في تلك
المرحلة بالتعرف على صوتك جيداً، والتمييز بين أصوات أفراد العائلة، كما إن
الأصوات التي تسمى (الغرغرة) بالنسبة للطفل سيبدأ في إخراجها.. والطفل في هذه
المرحلة العمرية سيبدأ بالتفريق بين الأصوات الودودة والأصوات الغاضبة التي
يسمعها.
الطفل من
عمر أربعة إلى ستة أشهر:
تلك المرحلة الفعلية
التي يبدأ فيها الطفل بتقليد بعض الأصوات أو الصراخ على نغمة ووتيرة واحدة غالباً
تكون حادة، وتكون على هيئة دندنة، بالإضافة إلى تمكنه من معرفة اسمه، والالتفات لك
عند مناداتك به، وستلاحظين مع مرور الأيام أنه في حال عدم التفاتك لطفلك، سيقوم
بإصدار أصوات ليجذب انتباهك.
الطفل في
عمر سبعة أشهر حتى العام:
تلك المرحلة بكل تأكيد
هي الفارق الكبير في المهارات اللغوية لدى الطفل، لأن باستطاعة الأم تلقين بعض
العبارات المحددة للطفل، وتعليمه بعض الأسماء والصفات التي يحتاجها خلال يومه،
فالنمو الإدراكي للطفل يساعده على التقاط معظم الكلمات التي يسمعها من حوله دون أن
يعي معناها أو كيفية توظيفها.
نصائح تساعد
في تطوير مهارات طفلك اللغوية:
ـ تحدثي مع طفلك منذ
صغره، والتحدث يمكن أن يكون بعدة أساليب، كالقراءة، أو سرد الحكايات.. كذلك يمكنك
التعليم بالتكرار لنفس الكلمة أو الجملة، لأن هذا يساعد الطفل على تعلم مهارات
التواصل حتى قبل تعلم النطق والكلام.
ـ قومي باللعب مع
طفلك، والاهتمام باختيار الألعاب المناسبة لعمره، وتعليمه بعض الأسماء والألوان
كلما وجدت من طفلك قابلية التعلم.
ـ لا تقومي بتكديس
الكلمات والمصطلحات أو حتى أسماء إخوته في ذهن الطفل، بل يمكن إعطاؤه مقدار العشر
كلمات في الشهر الواحد فقط مع الحفاظ على تكنيكات التكرار والممارسة للكلمات بشكل
ممتع حتى ترسخ في ذهنه.
ـ أظهري حبك لصغيرك في
كل مرة يقدم لك ولو حرفاً واحداً من الكلمات التي قمتِ بتلقينه إياها.
ـ عليك الانتباه لكل
مرحلة عمرية، وإذا وجدت فيه تأخراً، فعليك استشارة الطبيب حتى تتجنبي المشكلة قبل
وقوعها بشكل دائم.
ـ تعرفي على أهم أسباب
التأخر اللغوي عند الأطفال، فبعضها يمكن أن يدرج تحت مشاكل عضوية في حاسة السمع،
أو ربما جينات وراثية، أو ربما اكتسابه لعادات سيئة عند النطق، بسبب نموذج خاطئ
أمامه.
ـ قومي بنطق الألفاظ
بشكل واضح، ولا تنطقيها بطريقة سريعة وغير واضحة، حتى لا تترسخ أخطاء النطق لديه،
مثل: الثاء، وغيرها من أخطاء الأطفال الطبيعية، أو التأتأة أثناء الحديث.
ـ لا تسخري من أخطاء
الحديث لدى طفلك حتى إن كانت لديه أي لثغة في حديثه، لأن ذلك قد يؤدي إلى امتناع
الطفل عن التحدث والتسبب في مصيبة أكبر مما كانت عليه.
ـ قومي برسم توضيحي
للكلمات، التي يمكن تجسيدها على هيئة رسم بسيط، لأن ذلك سيكون الأسلوب الأفضل في
ترسيخ الكلمة بالصورة والمعنى في ذهن الطفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق